«تصفية حسابات» أم «حفاظ على الهوية».. أزمات وصراعات داخل اتحاد الكتاب

وزير الثقافة ورئيس اتحاد الكتاب
وزير الثقافة ورئيس اتحاد الكتاب

«نقابة اتحاد كتاب مصر»، ذلك اللقب الجديد الذي سعى له الدكتور علاء عبد الهادي الأمين العام لاتحاد كتاب مصر منذ اللحظة الأولى لتوليه رئاسة الاتحاد وحتى تم تحقيقه وإضافة صفة نقابة لاتحاد الكتاب.

 

وكما اعتدنا منذ سنوات على سماع الخبر ونقيضه من داخل أروقة الاتحاد، عادت تلك الأصوات تصيح بأزمة جديدة عن شرعية رئيس اتحاد الكتاب.


منذ تولي دكتور علاء عبد الهادي رئاسة الاتحاد في عام 2015 وتثار حوله المشكلات، أحيانًا يكون هو بادئها وأحيانًا تبدأها أطراف أخرى.

 

وكانت آخر تلك المشكلات إصدار اتحاد الكتاب ميثاق الشرف الثقافي والأدبي والذي نال إعجاب البعض واستهجان ورفض الكثيرين ممن يرون أنه ليس من حق أي شخص وضع قوانين للإبداع والفكر، ولكن تلك المشكلة لم يكن لها صدى واسع بقدر ما أحدثه البيان الاخير للاتحاد والصادر على لسان رئيسه مطالبًا بسحب الثقة من دكتور إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة!!!

وبرر البيان طلبه بسحب الثقة من الوزيرة لما يراه من "غياب الرؤية الواضحة للهوية الثقافية وأشار البيان إلى اعتراض بعض النواب على دور وزارة الثقافة معلقًا أنها ليس لها دور ملموس على أرض الواقع.

 

وانتهى البيان بتأكيد عدم تجديد الثقة في وزيرة الثقافة وذلك لاهتمام الوزارة والقائمين عليها بالشكل والمهرجان والفرد، على حساب المضمون والأثر والمجتمع.

 

من لا يتابع ما يحدث على الساحة الثقافية يمكن أن تاخذه الحماسة ليردد تلك الشعارات الرنانة، لأن جزءًا هامًا منها يلمس الواقع خصوصا وأن الجلسات التي شاركت بها وزيرة الثقافة دكتور إيناس عبد الدايم في مجلس النواب كانت مذاعة وشاهدها الجميع، ولكن لماذا سكت الاتحاد كل هذا الوقت وخرج الآن بذلك البيان الرنان؟؟..وكان من المتوقع بعد صدور ذلك البيان أن يتضامن معه مجموعة كبيرة من المثقفين اللذين لديهم بعض التحفظات على أداء وزارة الثقافة في الفترة الأخيرة.

 

ولكن في الواقع لم يحدث ذلك، فقد تواصلت "بوابة أخبار اليوم" مع عدد كبير من الأدباء والنقاد والمفكرين الذين علقوا بجملة واحدة على هذا البيان دون تردد وكل منهم بصيغته المختلفة ولكنهم اتفقوا في المعنى وهي " لن نشارك في تصفية حسابات مع أحد، فهدفنا الأصيل هو مصر وهذا ليس وقت صراعات".

 


وبعد أيام قليلة أصدر عدد من أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد كتاب مصر بيانًا وقع عليه ما يقرب من 40 عضوا، يستنكرون بيان علاء عبد الهادي الصادر باسم الاتحاد لسحب الثقة من وزيرة الثقافة، والغريب في البيان أن عنوانه الرئيسي كان "أعضاء اتحاد الكتاب يستنكرون بيان علاء عبد الهادي المنتهية شرعيته".

 

 وأكد بيان أعضاء الاتحاد أن عبد الهادي ليس من حقه التحدث باسم الاتحاد، وذلك وضح في أول أسبابهم وهو " أن البيان صدر عن شخص واحد لم يفوضه أحد من أعضاء مجلس الإدارة أو الجمعية العمومية التي لا تنعقد أساسًا، وذلك لأسباب شخصية في الأساس تتمثل في عدم اختياره في هذا التشكيل أو ذاك، وإلا أين كان هذا الرأي في السنوات الماضية حين كان يتم اختياره في عضوية اللجان؟".

 

واستعرض الأعضاء ما يقرب من 10 أسباب اخرى، ولكننا سنتوقف قليلًا عند السبب الأول الذي نلمس فيه جواب السؤال الذي طرحناه منذ قليل "لماذا الأن؟"، ولتوضيح ذلك ذكر أحد الأعضاء الموقعين على البيان في تصريحات خاصة لـ"بوابة اخبار اليوم"، أن المقصود بهذا البند هو أن ما يحدث مجرد تصفية حسابات لعدم اختيار رئيس اتحاد الكتاب ضمن اللجنة العليا لمعرض الكتاب.

 

وأضاف المصدر: "بالتأكيد لو كان الوضع داخل الاتحاد طبيعي كنا جميعا اعترضنا على عدم تمثيل الاتحاد بلجنة معرض الكتاب ولكن اذا كان الاتحاد ملئ بالسراعات ومجلس ادارته الحالي غير شرعي، فكيف يتم تمثيله في أي شئ ومن سيمثله".

وبطبيعة الحال أصدر دكتور علاء عبد الهادي، بيانا جديدا للرد على بيان أعضاء اتحاد الكتاب يؤكد خلاله على أن انتماءه لمصر ودعمه للدولة لا سقف له، مشيرًا إلى أن البيان الأخير جاء منعًا لأي مهاترات يتخذها من لهم غرض او تربطهم مصلحة شخصية مع أفراد او جماعات او مؤسسات، مؤكدا أنه يتحدث باسم الأغلبية المطلقة من أعضاء اتحاد الكتاب.

وفي النهاية وباختصار شديد حاولت "بوابة أخبار اليوم"، جمع تصريحات كل الأطراف ضمانا للحيادية والشفافية، ولكن الجميع فضلوا التحدث من خلال بياناتهم الرسمية فقط ، ونحن فضلنا أن نطرح الأمر كما حدث على أرض الواقع تاركين للمهتمين والمتابعين فرصة فهم ما بين السطور.